ماذا بعد أسابيع من رحيل رمضان ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

كنا منذ أيام نستعد لاستقبال شهر رمضان وفرحنا لقدومه أيما فرح .وها هو ينتهي كغيره من الشهور التي من قبله وما سيجيء من الشهور بعده ولا بقاء لغير وجه الواحد القهار ذي الجلال والإكرام .
ودعنا الشهر الفضيل رمضان منذ اسابيع بقلوب يملؤها الحزن العميق ونفوس يعتصرها الفراق لحبيب غالي لا ندري هل يمد الله في عمرنا لنلقاه مرة أخرى أم سيكون هذا آخر نصيبنا منه هذا العام
نسأل الله أن يتقبل منا كافة أعمالنا بعظيم الجزاء وبمضاعفة الثواب
أخواتي الأحباء أخواتي الفاضلات شهر رمضان يعتبر من أعظم الدورات التدريبية على فعل الخيرات ، وترك المنكرات ... انقضت هذه الدورة وعلينا أن نطبق دروس الشهر الكريم في باقي أيام العام ،علينا أن نستمر أحرار لا تستعبدنا عادة وأن نظل غير أذله إلا لله وغير طامعين إلا في كرمه ورضاه ... كن حراً يتشرف ويسمو بعبادة الله وحده ،غير مستعبد لأهوائه وشهواته ، كريما بطاعة الله وامتثال أوامره ،قوياً بأيمانه وصدق يقينه ، وتوكله واعتماده على ربه بعد أخذ الأسباب .
لقد اعتاد كثير من المسلمين إن يلزموا جانب التقوى في رمضان ، ويرتدعوا عن المعاصي والآثام ، ويواظبوا على الصلاة وشهود الجماعات ، ولكن هذه الظاهرة الإيمانية تنعدم وتتلاشى بمجرد انقضاء شهر رمضان ، ونسوا هؤلاء أن رب رمضان هو رب شوال وكافه الأيام و الشهور فمن يعبد رمضان انقضى رمضان ومن يعبد الله فأن الله حي لا تأخذه سنة ولا نوم فالصلاح والتقى و الاستقامة على الهدى والتقرب إلى الله بقراءة وتلاوة وحفظ كتابه وأداء الصلوات جماعة و الصيام تطوعاً وكل ذلك يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم في كل زمان ومكان ولا فرق في ذلك بين رمضان وغير رمضان .
فلا تهجروا أخواني أخواتي القرآن والصيام و الصلاة والقيام فكل تلك الطاعات يحبها الله وهي زادنا في طريق ما أطولها في يوم ما أصعبه أمام رب عليم خبير في كتاب يحصى علينا كل صغيرة وكبيرة
فهيا إخوتي أخواتي نستمر على الدرب الذي سلكناه في رمضان من ذكر وصلاه وطاعات .فطاعات رمضان لا تنتهي بانتهائه ومن أبى طاعة الله عز وجل فقد أبى دخول الجنة والله غني عن العالمين

جزاكي الله كل خير

جزاك الله خيرا